
« قبل قدومي إلى برنامج سَنَد، لم أكن أجرؤ على مقاومة المضايقات. كنت أشعر بالوحدة والضعف، وبدون أي دعم. لكن اليوم أشعر أنني لست وحدي… لقد أصبحتم سندي الحقيقي. يكفيني أن أعلم أنكم هنا، وأنا مستعد لمواصلة هذا النضال »
تميم، 39 سنة، تحت الإقامة الجبرية منذ تسع سنوات.
تعكس هذه الشهادة البعد الإنساني لعمل فريق سَنَد. فتميم ليس حالة معزولة، بل هو رجل من بين مئات المستفيدين الذين استعادوا قوتهم وكرامتهم وأملهم بفضل مرافقة برنامج سَنَد.
بمناسبة اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، ينشر « سند » اليوم تقريرها السنوي الذي يغطي الفترة الممتدة من جوان 2024 إلى ماي 2025.
خلال هذه الفترة، استقبل برنامج سَنَد 166 مستفيدًا جديدًا، من ضحايا التعذيب وسوء المعاملة المباشرين وغير المباشرين. تنوّعت الانتهاكات التي تعرّض لها هؤلاء بين عنف قائم على التمييز العرقي أو الجنسي، ومضايقات أمنية مرتبطة بالتصنيف الأمني، وصولًا إلى اعتداءات جسدية عنيفة وقعت في الفضاء العام، أو داخل مراكز الأمن والسجون، وأدّت في بعض الحالات إلى وفاة الضحية.
رافق فريق « سَنَد الرعاية » عددًا كبيرًا من المستفيدين، من الجدد والقدامى، في مسار إعادة بناء حياتهم وتعافيهم من الآثار النفسية، الاجتماعية والطبية التي خلّفها عنف الدولة. وتُسلّط قصص إياد، عائشة، بيرم وغيرهم، الضوء على الأثر العميق للمرافقة المتخصصة التي توفّرها فرق سَنَد، والتي مثلت فارقًا ملموسًا في حياة هؤلاء المستفيدين.
وانطلاقًا من قناعته الراسخة بأن كل مسار فردي يفرض خصوصياته، يعمل برنامج سَنَد على تكييف خدماته وفق احتياجات كل مستفيد على حدة. ويعتمد هذا النهج على شبكة متكاملة من الكفاءات والشركاء تضم أطباء، أخصائيين نفسيين، محامين، إضافة إلى منظمات وجمعيات شريكة ومؤسسات عمومية. هذا التكامل بين الخبرات يُعدّ من أبرز عوامل قوة البرنامج وفعاليته.
خلال العام الماضي، قدّم فريق « سَنَد الحق » دعمًا قانونيًا تم تكييفه مع خصوصيات كل حالة على حدة. تنوّعت أشكال هذا الدعم بين تقديم الاستشارات القانونية، ومرافقة المستفيدين في الإجراءات الإدارية، وصولًا إلى التدخل في حالات الاستدعاءات الأمنية غير المبررة.
المؤشر العالمي للتعذيب
يتزامن تاريخ 26 جوان 2025 مع صدور النسخة الأولى من « المؤشر العالمي للتعذيب »، بإشراف المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب (OMCT) وبالاعتماد على خبرة شبكتها التي تضم 200 جمعية عضوة حول العالم. ويُعد هذا المؤشر أول أداة تحليلية شاملة تهدف إلى قياس مستوى الخطر المتعلق بالتعذيب وسوء المعاملة على الصعيد الدولي.
يوفّر المؤشر مرجعًا موضوعيًا لصنّاع القرار، ووسائل الإعلام، والناشطين، والجمهور العام، من خلال تقييم واقع التعذيب في مختلف البلدان، كما يتضمّن توصيات عملية وممارسات فضلى لمكافحة التعذيب والإفلات من العقاب.
تشمل النسخة الأولى 26 دولة من بينها تونس، التي صُنّفت ضمن الدول ذات « المخاطر المرتفعة » فيما يتعلق بالتعذيب وسوء المعاملة، بناءً على تحليل منهجي وإحصائي أجراه « التحالف ضد التعذيب » حول أبعاد هذه الظاهرة.
ويُترجم التقرير السنوي لسَنَد هذا التصنيف المقلق من خلال الشهادات الحية لمستفيديه، والتي تكشف بوضوح حجم الأثر الذي يخلّفه التعذيب على الأفراد في مختلف جوانب حياتهم.
تقرير سَنَد 2024-2025 ، عربي
تقرير سَنَد 2024-2025، ملف صحفي ، عربي
المؤشر العالمي للتعذيب، ورقة معلومات ، عربي